عانى اللبنانيون يوم الأحد 30 آب 2020 من إنقطاع في الإنترنت كان له تأثير كبير على المواطنين، ولو حدث ذلك العطل في يوم عمل لكانت تداعياته و اضراره أكثر بكثير.
توزّع العطل في كافة المناطق اللبنانية وعلى جميع مزودي الخدمة لكن الاضرار كانت مختلفة بين إنقطاع تام للأنترنت، وبين إنقطاع بعض المواقع والخدمات فقط (مثل غوغل والتويتر…) وبين بطء شديد في الانترنت.
لشرح العطل بشكل مبسّط، يوجد العديد من مزودي خدمة الانترنت في لبنان لكن “جميعهم” يحصلون على الانترنت من مزوّد واحد هي الدولة اللبنانية عبر شركة أوجيرو. ذكرنا “جميعهم” بين هلالين لأن الجميع يعرف أنّ العديد من مزودي خدمة الانترنت في لبنان (الرسميين وغير الرسميين) لديهم مصادر إنترنت بما يسمى “الانترنت غير الشرعي”.
السبب الأساسي في هذه المشكلة هو عطل في أحد مزودي خدمة الأنترنت العالمي الا وهو CentryLink وكون أوجيرو تتزود بالانترنت من هذه الشركة بشكل رئيسي فقد توقفت الانترنت في لبنان. حاولت شركة أوجيرو نقل الشبكة إلى مزود خدمات آخر لكن بطبيعة الحال لا يمكن لأي مزود آخر يعمل كبديل مؤقت أن يتحمل الضغط الكبير كالمزود الرئيسي.
مقتل رجل في أميركا عطّل الأنترنت في العالم؟
ما تقدم يفسر إنقطاع بعض الخدمات والتطبيقات وليس جميعها عالميا إذ أن جميع خدمات الأنترنت والدول التي تتغذى بالانترنت من هذا المزود قد توقفت عن العمل بينما باقي الخدمات والمواقع التي تتزود من مزوّد آخر لم تتأثر.
الغريب في الموضوع أن بعض التحاليل ربطت هذا الانقطاع المفاجئ وما يحصل من مظاهرات في أميركا بسبب مقتل رجل آخر من البشرة السوداء وإعتبروه عملا مقصوداً، كونه أثّر على توقف “تويتر”، مما أوحى أن الهدف كان إيقاف تويتر عن العمل بسبب مشاكله مع الرئيس الأميركي ترامب وكونه كان يؤجّج المظاهرات وأعمال العنف.
بالعودة إلى لبنان، الهدف الرئيسي من موضوع ربط الانترنت بشركة أوجيرو كمزوّد وحيد من قبل الدولة هو ضبط شبكة الانترنت في لبنان، والقدرة على السيطرة على عملية الإتصال بالأنترنت ما يمكّن الدولة من حجب بعض المواقع والتطبيقات أو رصد المواقع التي يتصفحها اللبنانيين ومراقبة الاتصالات مع العلم أن معظم مستخدمي الانترنت يستخدمون ال VPN أي Virtual Private Network مما يمكنهم من تخطي هذا الموضوع وفتح أي موقع محجوب كون الـ VPN يربطك بأي بلد آخر تريده في العالم ويجعلك تتصفح الانترنت وكأنك في ذلك البلد مما يعني تخطيك للمراقبة المحلية.
_أنترنت لبنان الأسوأ
في الخلاصة، يعتبر لبنان من أسوأ دول العالم في تقديم خدمة الانترنت كما إنه من الاغلى عالميا! وبطبيعة الحال السبب الرئيسي هو الفساد السياسي والمالي في لبنان والغريب مثلا أن شركة تاتش Touch في لبنان هي بإدارة شركة زين Zain وهي من أهم الشركات وأكبر برهان على هذا الموضوع أن شبكة شركة زين في الكويت هي من الأقوى ولديهم أهم شبكة 5G وأسرع إنترنت وأرخص الأسعار! بينما في لبنان يعتبر الوضع كارثي وهذا يعود لإنعدام التخطيط، وعدم بناء وتطوير الشبكات وغيرها إذ إن المستفيدين من شبكات الانترنت الخاصة والانترنت غير الشرعي يستفيدون من هذا الواقع ليبقى المواطن اللبناني وأصحاب الاعمال أسرى فساد الحكام!
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants