المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"
كتبت ميليسّا دريان في "السياسة":
بعد التحديث الذي أطلقه تطبيق واتساب خلال شهر شباط، والذي تم تأجيله بسبب امتعاض المستخدمين، يعود تطبيق المراسلات الأشهر، حاليًا بالتحديث نفسه مع شروط "صعبة"، تحت عنوان: اقبل أو تحمّل العواقب. وسيخيّر "واتساب" مستخدميه بين الموافقة على مشاركة المعلومات الخاصّة أو إيجاد بديل.
فما هي هذه التحديثات، وما خطورتها على الخصوصيّة؟
خلافات بين آبل وواتساب
المستشار في أمن المعلومات والتحوّل الرقمي رولان أبي نجم، شرح في حديث لـ"السياسة" هذه الاستراتيجيّة قائلاً: "شركةفيسبوك تملك تطبيق واتساب وغيره من التطبيقات، وهي شركة تبتغي الربح، فهي تقدم خدمات للمستخدمين وتهدف الى جني الأموال عبر الإعلانات".
وأوضح أبي نجم: "المشكلة حصلت بين آبل وفيسبوك، لأنّ آبل في تحديثها تركت حرية الاختيار للمستخدم إن كان يريد مشاركة معلوماته مع الشركة أم لا، أمّا بالنسبة لفيسبوك فلا يناسبها هذا الموضوع، لأنها أصلًا تقدّم خدمات مجانيّة وإن كانت خالية من المعلومات، فعندها لن تستفيد الشركة ماليًا".
ما مصير الخصوصيّة؟
بحسب أبي نجم، "المكالمات والمحادثات عبر واتساب مشفّرة، أمّا المعلومات التي قد يحصل عليها واتساب من المستخدم فهي معلومات تتعلق بتوجّهه".
وأعطى أبي نجم، مثلا، قائلا: "يعمل واتساب على معرفة ما الذي يستهوي هذا المستخدم أو ذاك وأيّ نوع منتجات يشتري ليعود ويستهدف المستهلك عبر إعلانات عن هذه المنتجات أو هذه التوجهات".
وهنا أكد أبي نجم أنّ "المعلومات مرتبطة بموضوع الاعلانات فقط وهذه هي النقطة الخلافية الجوهرية بين آبل وواتساب".
اللجوء الى البديل
هذه الخطوة من واتساب دفعت العديد من المستخدمين الى اللجوء الى تطبيقات أخرى كتلغرام أو سيغنال بهدف حماية الخصوصية وعلى اعتبار أنها أكثر أمانًا.
وفي هذا الإطار، شدد أبي نجم على أن "هذه التطبيقات كسيغنال مثلًا هي تطبيقات لا تبتغي الربح وهي ليست بحاجة الى معلومات لانها لا تهدف لذلك عبر الإعلانات".
ولكن، النقطة الأساسية في الموضوع برأي أبي نجم، هي "قدرة هذه التطبيقات على الاستمرار بطريقة مجانية نظرًا لارتفاع عدد مستخدميها".
انذارات أخيرة
هذه التحديثات التي سيفرضها واتساب ستترافق مع إنذارات عديدة.
حيث أشار أبي نجم الى أنّ "تطبيق واتساب سيرسل للمستخدم رسائل للموافقة أم لا، وهنا على المستخدم أن يوافق في حال أراد الاستمرار بواتساب، وفي حال رفض سيتوقف التطبيق نهائيًا بعد عدد من الانذارات والرسائل".
إذًا، بعد يوم تقريبًا، تحديثات وشروط جديدة ستكون في متناول مستخدمي واتساب، وعلى كل شخص أن يختار، إما البقاء على واتساب أو اللجوء الى التطبيقات الأخرى.
أما السؤال الذي يفرض نفسه، فهو: ما الذي يمنع التطبيقات الأخرى من اللجوء الى التحديثات نفسها التي فرضها واتساب مؤخرًا؟
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants