أعجوبة مارك زوكربيرغ تتراجع بصورة كبيرة، مع تراجع ثروته من 125 مليار دولار إلى 55.3 مليار دولار، بخسارة بلغت 70.2 مليار دولار في 9 أشهر، أي خسارة ما يعادل 55.9 في المئة من قيمة ثروته، وكذلك تراجعت أسهم شركته "ميتا" بنسبة ثلثي قيمتها السوقية خلال 12 شهراً فقط، بنسبة انخفاض بلغت 63.5%. ومنذ بداية العام الجاري تصدر زوكربيرغ قائمة الأكثر خسارة بين أثرياء العالم، بينما جاء مؤسس "بينانس كوين" في المرتبة الثانية بخسائر بلغت 65 مليار دولار، فماذا تعني هذه الخسائر بالنسبة الى "فيسبوك" أو "ميتا" بحسب ما تمت إعادة تسميته؟
المستشار والخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم أشار في حديث لموقع "لبنان الكبير" الى أن زوكربيرغ عندما أعلن عن "ميتافيرس" هي كانت خطة 10 سنوات في المستقبل، وذلك من أجل تحضير كل البنى التحتية المتعلقة بها، من السيرفرات إلى التصاميم الالكترونية، وتقنيات الـvirtual reality والـ augmented reality، لافتاً الى أن زوكربيرغ يعلم أن الاستثمار بـ"ميتافيرس" لن يعود عليه بريع سريعاً، بل هو يستثمر للمستقبل.
أما عن الخسائر التي تعرضت لها شركة "ميتا" وزوكربيرغ، فأوضح أبي نجم أن "ما يحصل في الوقت الحالي هو أن المستثمرين الذين سارعوا الى الاستثمار في عالم ميتافيرس، واشتروا أراض وممتلكات بملايين الدولارات، شعروا بأنهم يشترون تصميماً وهمياً موجوداً في حاسوب ما، وليس أصولاً حقيقية، واعتبروا أنهم يدفعون ملايين الدولارات على استثمار ليست له قيمة فعلية".
أضاف أبي نجم: "اليوم هناك واقع اقتصادي وتضخم في العالم، دفع الشركات العالمية إلى التراجع عن وضع الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما ساهم في خسائر الشركات ومنها ميتا بسب انخفاض قيمة أسهمها في السوق، إضافة إلى ذلك رفع المصرف المركزي الأميركي الفوائد إلى 75 نقطة، مما تسبب بخسائر كبيرة لكل شركات التكنولوجيا في العالم، وكذلك العملات الرقمية، وليست ميتا وحدها التي تخسر".
من جهة أخرى، اعتبر أبي نجم أن الـ "ميتافيرس" سيكون له مكان في مستقبل العالم، اذ له استعمالات عديدة، فمثلاً بدل الاتصال عبر تطبيقات مثل zoom، يمكن أن يكون الاجتماع كأنه في غرفة واحدة عبر "ميتافيرس". وكذلك سيكون له دور كبير في قطاع التعليم، والألعاب الالكترونية، ولكن كل ذلك لن يتحقق في القريب العاجل، ولن تظهر قوة الـ "ميتافيرس" قبل العام 2030، وعندها قد يبدأ زوكربيرغ بالحصول على عوائد استثماره.
الحرب الروسية – الأوكرانية وقبلها وباء كورونا، ضربا اقتصاد العالم كله، والقطاع الرقمي هو جزء من هذا الاقتصاد، وربما يكون زوكربيرغ أكبر الخاسرين، ولكن إذا استمرت الأزمات فسينضم إليه العديد من أثرياء العالم، وتحديداً أصحاب الشركات التكنولوجية والرقمية، وقد لا يصمد إلى العام 2030، الذي يعتمد عليه ليحقق عائدات على استثماره في "ميتافيرس"، ولاسيما في حال توسعت رقعة الحرب، واستمر التجاذب بين روسيا والغرب، كون الناس لن تهتم الا بعالم خيالي وهي تعاني في العالم الحقيقي.
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants