عود خدمة "تويتر بلو" لتوثيق الحسابات نهاية الأسبوع المقبل، وذلك بعد اختفاء خيار الاشتراك للحصول على علامة تويتر الزرقاء الجمعة، إثر زيادة الحسابات الزائفة التي حصلت على التوثيق بعد أن دفع أصحابها الـ8 دولارات، وفق "رويترز".
يأتي هذا القرار، رغم اتجاه بعض المعلنين في تويتر نحو مقاطعة المنصة حتى يوضح الملياردير إيلون ماسك كيف سيتحكم بالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية على تويتر.
وكان ماسك قد استحوذ على تويتر، نهاية أكتوبر الماضي، في صفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار.
فما خطورة الدفع مقابل توثيق الحسابات؟ وكيف يؤثر على صدقية المنصة؟
سبق أن أوقفت "تويتر"، الجمعة، خدمة الاشتراك بتوثيق الحسابات التي أُعلن عنها مؤخرا، والتي تبلغ قيمتها 8 دولارات أميركية بشكل مؤقت.
وذلك بعد أن كانت علامة التوثيق الزرقاء، المرغوبة من قبل كثيرين، محجوزة سابقا للحسابات التي يتم التحقق منها والتي تعود لسياسيين وشخصيات مشهورة وعلامات تجارية موثوقة وصحافيين وغيرهم من الشخصيات العامة.
إلا انه في وقت سابق الأسبوع الماضي، طُرِح خيار الاشتراك المفتوح لأي شخص على استعداد للدفع، وذلك لمساعدة تويتر على زيادة الإيرادات، بينما يكافح ماسك للاحتفاظ بالمعلنين، وفق ما ذكرت رويترز.
وكان العديد من المستخدمين قد أفادوا الجمعة، أن خيار الاشتراك الجديد لعلامة التوثيق الزرقاء قد اختفى.
لكن حساب تويتر الرسمي أوضح أنه "لمكافحة انتحال الهوية، أضفنا تسمية (رسمية) إلى بعض الحسابات".
وتأتي خطوة فرض رسوم مقابل توثيق الحسابات، إثر تحذير ، الخميس، أرسله ماسك في أول بريد إلكتروني له على مستوى الشركة، من أن تويتر لن يكون قادرا على "النجاة من التباطؤ الاقتصادي المقبل" إذا فشل في زيادة إيرادات الاشتراك لتعويض انخفاض دخل الإعلانات، وفق ما قال ثلاثة أشخاص اطلعوا على الرسالة لـ"رويترز".
ويعتبر المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولان أبي نجم أن "التوثيق للعموم مقابل 8 دولارات، فتح الباب لمزورين ومنتحلي صفة لتأسيس حسابات لشركات ومؤسسات أخرى".
وتابع أبي نجم في حديث مع موقع "الحرة" أن "هذه الخطوة أدت إلى ارتفاع عدد الحسابات المُوثّقة والتي أنشأها أشخاص مزورون ومنتحلو صفة. فنشطوا على المنصة، وأدت تغريداتهم إلى بلبلة كونها صادرة عن حسابات تحمل العلامة الزرقاء".
وشرح أبي نجم أن "الهدف الأساسي من خدمة التوثيق هو تأكيد ملكية الحساب للشخص الأصلي، بعد أن تحصل تويتر على جميع المستندات من أجل توثيق الحسابات".
إلا أنه بعد أن حول ماسك خدمة التوثيق إلى العموم وربطها بدفع رسم، بات الجميع بإمكانهم توثيق حساباتهم، ما أفرغ الخدمة من مضمونها، لأن التوثيق يأتي لتعزيز الثقة، وللإشارة إلى أن الشركة واثقة من أن الشخص الأصلي هو الذي يقوم بإدارة الحساب "المُوَثّق"، حسب أبي نجم.
لذلك أدى قرار الدفع مقابل التوثيق إلى خسارة خدمة العلامة الزرقاء لقيمتها الفعلية، بعد موجة الحسابات الوهمية، وهذا ما دفع الشركة لإيقاف الخدمة إلى حين إيجاد آليات أخرى. لكن تويتر عادت عن قرارها، ويبدو أنها تتجه نحو إعادة الخدمة خلال الأيام المقبلة، وفق ما ذكرت رويترز.
أوصت مجموعة أومنيكوم للدعاية والتسويق عملاءها بوقف إنفاقهم مؤقتا على الإعلانات في تويتر على المدى القصير، وذلك وفق ما ذكرت مذكرة داخلية اطلعت عليها رويترز ونشرتها السبت.
ويلوم ماسك مجموعات الحقوق المدنية بعد انخفاض الإيرادات في تويتر بشكل كبير مع ضغطها على معلني تويتر لمقاطعة الخدمة إلى أن يوضح ماسك كيف سيتحكم في المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على تويتر.
وتعليقا على ذلك، يقول أبي نجم إن "الخطوة التي قامت بها تويتر أدت إلى زعزعة ثقة الناس بالمنصة وبالحسابات المُوثّقة على المنصة".
فأهمية الحسابات الموثقة أنها محصورة بعدد معين من الأشخاص والشركات والمؤسسات التي كانت تطابق المعايير المفروضة. إلا أنه لدى استلام ماسك زمام الأمور في الشركة اعتبر أن حصر العلامة الزرقاء ببعض الفئات يؤدي إلى التمييز بين الناس على المنصة، وخرج بشعار "السلطة للناس"، وأن الجميع يمكنهم الحصول على علامة توثيق حساباتهم وفق ما أفاد أبي نجم.
واعتبر الأخير أن "ماسك الذي قام بهذه الحملة بهدف تسويقي لدفع الناس إلى طلب خدمة التوثيق ودفع 8 دولارات، انقلب الأمر عليه بشكل سلبي، لأن نتيجة ذلك كانت انتشار التزوير وانتحال الصفة، في حين كان هدف ماسك الرئيسي هو تأمين مصدر جديد للتمويل".
يؤكد أبي نجم أنه "في وقت تمر الشركة بمشكلة مالية كبيرة، أعلن ماسك أن تويتر قد تصل إلى الإفلاس في حال عدم تأمين مصادر تمويل جديدة، بخاصة أن المنصة كانت تخسر 4 ملايين دولار خلال اليوم الواحد، لذلك اتجهت إلى فرض رسم مقابل الحصول على علامة التوثيق الزرقاء".
وقال إنه "في حال أراد ماسك العودة إلى معايير توثيق الحسابات التي كانت مطروحة سابقا، فسيكون هناك العديد من الأشخاص الذين لا يطابقون هذه المعايير، وليس لديهم عدد متابعين المحدد ولا الأوراق الثبوتية اللازمة، وتاليا هذا الأمر سيؤدي إلى تراجع مصدر التمويل الذي يعوّل عليه".
وكي لا يتراجع حجم التدفق المالي المرتقب، خفض ماسك الشروط المطلوبة لتوثيق الحسابات. وذلك لأن ماسك يعاني مثل بقية شركات التكنولوجيا. ومن ناحية ثانية عليه تأمين العائد على الاستثمار الذي دفعه مقابل المنصة اشتراها بـ44 مليار دولار، في حين أن قيمتها لا تتخطى نصف هذا المبلغ، وفق ما قال أبي نجم.
أمام هذا الواقع تتراجع ثقة الشركات بـ"تويتر"، فوفقا لمذكرة مجموعة أومنيكوم التي نشرتها رويترز: "يبدو أن قدرة تويتر على الحفاظ على المستوى السابق لإجراءات سلامة العلامة التجارية، وفعاليتها معوقة على المدى القريب، ورغم اعتقاد مجموعة أومنيكوم أن ذلك من غير المرجح أن يؤدي إلى زيادة بيئة المخاطرة بشكل ملحوظ للمعلنين فإن خطر الارتباط بمحتوى غير آمن يمكن أن يرتفع ويجب أخذ مثل ذلك بالاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن استخدام المنصة".
بالإضافة إلى ضرورة تأمين العائد على الاستثمار، يمر المديرون في تويتر بتحد آخر، ففي وقت خفضت الشركة عدد الموظفين إلى النصف، فإن المطلوب من النصف المتبقي أن يقوم بمهامه السابقة إضافة إلى تطوير المنصة ووإيجاد خدمات تؤمن مصادر تمويل جديدة، حسب أبي نجم.
ويشير إلى أن "ما يظهر التخبط بالقرارات أن ماسك فصل نصف الموظفين خلال اليوم الأول، ولاحقا أراد إعادة بعضهم. والآن جاء دور التخبط بموضوع توثيق الحسابات".
أعلن ماسك أن شركاته ستكون في وضع جيد خلال عام 2023 رغم الصعوبات الاقتصادية المحتملة.
وجاءت تغريدة ماسك بعد يوم من إثارته احتمال إفلاس تويتر إذا عجزت عن تعزيز إيرادات الاشتراكات لتعويض انخفاض دخل الإعلانات.
لقراءة المقابلة على موقع الحرة إضغط هنا
Cyber Security & Digital Transformation - Consultant & Expert
CEO – Revotips Expert Tech Consultants